قصص لم تنسى بالسويس
سميحة الزوجة التي علمت النساء تقطيع ازواجهم في اكياس بلاستك
الزوجة اسمها سميحة عبد الحميد محمد، عمرها 37 عاماً، عاشت حياتها المبكرة في مدينة جرجا في الصعيد، حيث تقدم للزواج منها جارهم أمين عليوة أبو طالب، وكانت فرحتها بالزواج لا توصف لأنها تزوجت قبل شقيقتها الكبرى، على رغم أنها كانت لا تمت إلى الجمال بصلة، فهي أنثى بالكاد، بينما الأخت الكبرى كانت أوفر حظاً وأنوثتها ليست محل شك! تم الزواج وأمضى أمين معظم النهار في الحقول حيث كان يعمل مزارعاً بالأجرة… كان يبذل في العمل مجهوداً فوق طاقته حتى يوفر حياة كريمة ومستقرة لزوجته سميحة التي أصبحت حاملاً في مولودها الأول. وكان كثيراً ما يدخر جنيهات قليلة يواجه بها الأزمات المالية التي كانت تؤلمه، كلما مرت أيام أو أسابيع وأحياناً أشهر من دون أن يجد عملاً، وكانت سميحة تعينه وتشد من أزره بعدما أنجبت طفلتها ميرفت ثم ابنها الثاني فالثالث. زادت المسؤولية ولا يستطيع أمين أن يوقف نزيف النفقات ومتطلبات البيت، وبدلاً من أن يجلس على المقهى ليلاً ويدفع ثمن كوب الشاي ويسهر بعض الوقت مع صديقه عاكف قرر أن ينقل السهرة إلى بيته توفيراً للنفقات. لم يكن أمين يدري أن دخول أصدقاء الزوج إلى بيت الزوجية هو الباب الملكي، الذي يدخل منه الشيطان ليدمِّر أسرة بالكامل، فثمة شيطان لا يكتفي بتجارة التجزئة مع البشر، وإنما يبحث عن تجارة الجملة وبدلاً من أن يدمر إنساناً يدمر أسرة بالكامل، وهو لا يجد هذه الفرصة إلا بتجهيز عش الزوجية ليستقبل رجلاً غريباً بدعوى أنه صديق العائلة!
بدأ عاكف يقرأ في عيني الزوجة أنها عطشى للحب والكلمة الحلوة، كان سعيداً حينما انتقدت سميحة أمامه زوجها، لأنه صار كثير الشجار معها، وأصبح يبخل عليها بحلو الكلام الذي كانت تسمعه منه في بدايات الزواج! انتهز صديق العائلة الفرصة وارتدى ثوب المصلح الاجتماعي وتظاهر بحرصه على أن تكون علاقة سميحة بزوجها طيبة من دون أن يغفل الرد على رسائل عينيها بنظرات ذئب يقترب من فريسته رويداً، رويداً، وذات ليلة اقترح عاكف على الزوجين حلاً وصفه بالسحري ليسترد كل منهما سعادته مع الآخر! قال للزوج وهو ينظر إليه لحظة… ولسميحة لحظات:
• مشكلتكما مادية… ولأني أعمل في شركة الأسمدة بالسويس يمكنني أن أتوسط لدى المدير وأعين فيها أمين بأجر ثابت. وظيفة مضمونة الدخل ولها معاش وأرباح وحوافز وإجازات. ولو اشتغلت «أوفرتايم» تقبض اليوم يومين!
تهلل وجه الزوج وانفرجت أساريره وصاحت سميحة بأعلى صوتها:
– «ياريت يا عاكف أفندي… وتبقى ليك الحلاوة!».
• أنا حلاوتي سعادتك وسعادة أمين… علشان كده هأموت نفسي وأعمل لكم الخدمة دي من بكره. حسافر للمدير وأبوس إيده لحد ما يوافق… بس أنت يا أمين تحضر أوراقك وتعمل الفيش والتشبيه وتخلص شهادة التجنيد وتستخرج شهادة الميلاد وتبقى جاهزاً في أي لحظة تنقل أثاث بيتك وتيجي مع مراتك وعيالك للسويس!
نفذ عاكف وعده، وحصل لأمين على الوظيفة التي يحلم بها، وانتقل أمين مع أسرته إلى السويس، وارتاح عاكف لأنه لم يعد بحاجة إلى السفر إلى جرجا في إجازاته، لقد أصبحت سميحة على بعد خطوات منه، وأمين سيعمل حارساً على البوابة فترتين من العاشرة صباحاً حتى الواحدة فجراً… هكذا كانت حسابات صديق العائلة… البيت سيخلو بغياب صاحبه وحينما يغيب رجل البيت يتسلل إليه الفئران!
لم تكن سميحة مصدراً للشك فهي تبدو دائماً وكأن الأنوثة خاصمتها، لكن بعض الرجال لا يعنيه جمال المرأة في شيء، المهم أن تكون سهلة التداول. قال الجيران إنهم شاهدوا عاكف يدخل ويخرج كثيراً من بيت صديقه الوافد الجديد إلى السويس، لكن مَن يصدق أن تلك السيدة التي تشبه النساء تخون زوجها، الجيران أحسنوا الظن مرات ومرات، لكن للصبر حدوداً، خصوصاً بعدما لاحظوا أن الأولاد الخمسة ينامون في توقيت واحد منذ السابعة مساء وحتى فجر اليوم التالي، وأن عاكف يصل السابعة والنصف ويغادر في الحادية عشرة والنصف، وأحياناً تمتد سهرته إلى ما بعد منتصف الليل فإذا عاد الزوج تظاهر عاكف بأنه وصل قبل لحظات فقط من حضور الزوج!
ذات يوم وبينما كان أمين في عمله في شركة الأسمدة تجمع حوله بعض زملائه وعزموه على العشاء معهم… وتعمدوا أن يدور بينهم حديث عن زوجة تخون زوجها مع صديقه. كان أمين يستمع وهو يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه، فقد أدرك أنه الزوج المقصود وأن فضيحة زوجته وصلت إلى ذروتها. كان الرجل تملؤه الشكوك والظنون، لكنه كان في كل مرة يخشى أن تكون هواجسه في غير محلها… الآن، تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن زوجته وعاكف، ثالثهما الشيطان، في بيته، وفوق فراشه!
عاد أمين إلى بيته محطماً ليجد عاكف يدخن بشراهة، فطرده من بيته شرَّ طردة، عندها أصيبت الزوجة بذهول، وصاحت في وجه زوجها تعنفه على طرد ضيفه الرجل الذي فتح لهم البيت بالوظيفة التي وفرها له، وكان رد أمين صفعة قوية على وجه زوجته، ضربها للمرة الأولى وواجهها بكلام الناس وسيرتها التي أصبحت على كل لسان. جلست تبكي، وراح أمين يقسم بأن عاكف لو دخل البيت مجدداً فستكون «طالقة بالثلاثة!»… هنا، بدأت سميحة تؤدي دوراً جديداً… جففت دموعها وهنأت زوجها على موقفه من عدم دخول عاكف بيته، قالت له:
«بصراحة كنت مكسوفة أتهرب منه لأنه صاحب فضل علينا، كنت خايفة من كلام الناس زيك بالضبط، لكن الراجل كان مؤدباً ومتعوداً على زياراتنا، أنت كده حليت الموضوع ولما هو يعرف إنك أقسمت بالطلاق انه ما يخشش البيت هيبعد من نفسه ويا دار ما دخلك شر!».
الليلة الأخيرة
ارتاح أمين لرد زوجته، معتقداً أنه بالغ في شكوكه نحوها مثلما بالغ الناس… وصالح زوجته التي أكدت أنها أسعد نساء الدنيا في تلك اللحظة التي تخلصت فيها من كابوس الزائر الذي كاد أن يخرب بيتها! أشعل أمين سيجارة وأسرعت سميحة تعد طعاماً فهم منه أمين أن الليلة ستكون ليلة حب… وربما تطول حتى الصباح!
في الثانية فجراً، نام أمين مجُهداً، لكن سميحة لم تنم. كان السؤال الذي يشغلها هو كيف ستقابل عاكف؟! كانت واثقة من أن الحياة لا معنى لها إذا غاب عنها عاكف وتركها بكل الظمأ الذي تعانيه وتعودت ألا يرويه غيره! أخيراً، توصلت إلى الحل الذي لم تجد سواه حتى تحتفظ بالبئر الذي ترتوي منه! لا بد من التخلص نهائياً من أمين وبشكل لا يوقعها تحت طائلة القانون. رسمت سيناريو الخلاص، الأطفال الخمسة تمنحهم مخدراً مع شاي الصباح مثلما كانت تمنحهم الأقراص المنومة في الليالي التي كان عاكف يزورها فيها! وفي الصباح تنفذ خطتها الجهنمية!
اعترافات
كنا أثناء التحفظ على سميحة في حجرة خاصة في مديرية أمن السويس نتلقى المفاجآت تباعاً من دون أن نخطرها بشيء مما يحدث حولها، كان المعمل الجنائي أخطرنا أنه عثر أثناء المعاينة النهائية، بعد أن تم إخماد الحريق تماماً على بقايا جثة آدمية موزعة على أكياس بلاستيكية ومتفحمِّة تماماً… إلا أن جزءاً واحداً من هذه الأجزاء العشرين كان في داخله كف يد لم تُطمس معالمها بسبب الحريق… سبحان الله! وبمضاهاة بصمات كف اليد مع بصمات الزوج في صحيفة الحالة الجنائية بشركة الأسمدة تطابقت البصمات تماماً! إذاً الزوج لم يخرج من البيت هارباً كما صورت زوجته، كما أنه تم ذبحه وتقطيعه بمهارة وتوزيع أشلائه على الأكياس البلاستيك، وأن هذا كله حدث قبل اشتعال الحريق بيوم كامل! لكن أين رأس الزوج؟! كان هذا هو السؤال الذي أصبح يشغلنا بعدما صار لدينا يقين أن الزوجة تخفي سر ذبح زوجها وتقطيع جثته واعتقادها أن هذه الأشلاء كافة ستأكلها النيران! وتأكدنا من أنها خشيت ألا تحترق الجمجمة تماماً، بالتالي تشير إلى شخصيته وتكشف جريمتها فأخفتها… لكن أين؟!
استدعينا سميحة ووضعناها أمام جميع الأدلة، فارتبكت بشدة حينما علمت أن كف اليد لم يحترق والبصمات تطابقت، لكنها انهارت حينما علمت أن عمال مقلب القمامة الكبير عثروا على جمجمة مشوهة تم دفنها في أحد المقالب التي يتم تفريغها بعد أن تمتلئ في سيارة كبيرة للقمامة تلقى بها في النهاية في المقلب الكبير!
كانت سميحة تهذي بكلمات غير مفهومة وتبدو كما لو كانت تفقد عقلها رويداً، رويداً، إلا أنها أفاقت حينما شاهدت صديق عاكف يشهد أمامنا للمرة الثانية بأن عاكف ترك السويس كلها وهرب بعدما عرف بجريمة صديقته وعنفها وبصق على وجهها! قال صديق عاكف:
– «عاكف بعدما صارحه بما حدث طلب منه بعض المال وأقسم له أن أحداً لن يراه بعد اليوم… لا قريب ولا غريب!».
حكاية أشهر 4 سفاحين في مصر
بدأت سميحة تعترف بهدوء… قالت:
• صباح يوم الحادث وبعد أن استغرق أولادي في النوم بفعل الأقراص المنومة التي أعطيت منها زوجي هو الآخر في كوب الشاي، أحضرت ساطوراً (سكيناً كبيراً لتقطيع اللحوم) من المطبخ وفصلت به رأس زوجي عن جسده! ثم بدأت تقطيع الجسد إلى قطع صغيرة لإخفاء معالمه وعبأتها في عشرين كيساً بلاستيكاً، وأخفيت الأكياس في مناطق متفرقة من البيت. في المساء، خرجت بحقيبة بها الجمجمة بعدما هشمتها وألقيت بها في مقلب القمامة الكبير، وحينما استيقظ أولادي أخبرتهم أن والدهم سيبيت ليلتين في العمل. في اليوم التالي، أرسلت إلى عاكف وطلبت منه الحضور للأهمية، وحينما جاء صارحته بأن الطريق أمامنا أصبح مفروشاً بالورود. وأن أمين لن يضايقنا بعد اليوم… وأخبرته أنني سأشعل النيران صباح اليوم التالي في البيت كله حتى يختفي كل أثر للجريمة وأدعي أن أمين هو الذي أحرق المنزل وهرب. كنت أظن أن عاكف سيفرح لأن الجو قد خلا لنا، لكنه صفعني على وجهي وسبني وقال لي إنني مجرمة ولن أراه بعد اليوم!
لم تكن سميحة تدري أنها بجريمتها هذه واعترافاتها تلك كانت تؤسس لظاهرة ذبح الأزواج وتعبئة أشلائهم في أكياس بلاستيك! لم تكن تعرف أنها دخلت تاريخ الجريمة من أوسع أبوابه باعتبارها أول زوجة تخترع هذه الجريمة التي تكررت في ما بعد ربما عشرات المرات!
وفي عام 1985، صدر حكم إعدام سميحة، وبعد عام وبضعة أشهر تم تنفيذ حكم الإعدام فيها لتصبح قصتها على لسان كل زوج وزوجة…
سميحة الزوجة التي علمت النساء تقطيع ازواجهم في اكياس بلاستك
الزوجة اسمها سميحة عبد الحميد محمد، عمرها 37 عاماً، عاشت حياتها المبكرة في مدينة جرجا في الصعيد، حيث تقدم للزواج منها جارهم أمين عليوة أبو طالب، وكانت فرحتها بالزواج لا توصف لأنها تزوجت قبل شقيقتها الكبرى، على رغم أنها كانت لا تمت إلى الجمال بصلة، فهي أنثى بالكاد، بينما الأخت الكبرى كانت أوفر حظاً وأنوثتها ليست محل شك! تم الزواج وأمضى أمين معظم النهار في الحقول حيث كان يعمل مزارعاً بالأجرة… كان يبذل في العمل مجهوداً فوق طاقته حتى يوفر حياة كريمة ومستقرة لزوجته سميحة التي أصبحت حاملاً في مولودها الأول. وكان كثيراً ما يدخر جنيهات قليلة يواجه بها الأزمات المالية التي كانت تؤلمه، كلما مرت أيام أو أسابيع وأحياناً أشهر من دون أن يجد عملاً، وكانت سميحة تعينه وتشد من أزره بعدما أنجبت طفلتها ميرفت ثم ابنها الثاني فالثالث. زادت المسؤولية ولا يستطيع أمين أن يوقف نزيف النفقات ومتطلبات البيت، وبدلاً من أن يجلس على المقهى ليلاً ويدفع ثمن كوب الشاي ويسهر بعض الوقت مع صديقه عاكف قرر أن ينقل السهرة إلى بيته توفيراً للنفقات. لم يكن أمين يدري أن دخول أصدقاء الزوج إلى بيت الزوجية هو الباب الملكي، الذي يدخل منه الشيطان ليدمِّر أسرة بالكامل، فثمة شيطان لا يكتفي بتجارة التجزئة مع البشر، وإنما يبحث عن تجارة الجملة وبدلاً من أن يدمر إنساناً يدمر أسرة بالكامل، وهو لا يجد هذه الفرصة إلا بتجهيز عش الزوجية ليستقبل رجلاً غريباً بدعوى أنه صديق العائلة!
بدأ عاكف يقرأ في عيني الزوجة أنها عطشى للحب والكلمة الحلوة، كان سعيداً حينما انتقدت سميحة أمامه زوجها، لأنه صار كثير الشجار معها، وأصبح يبخل عليها بحلو الكلام الذي كانت تسمعه منه في بدايات الزواج! انتهز صديق العائلة الفرصة وارتدى ثوب المصلح الاجتماعي وتظاهر بحرصه على أن تكون علاقة سميحة بزوجها طيبة من دون أن يغفل الرد على رسائل عينيها بنظرات ذئب يقترب من فريسته رويداً، رويداً، وذات ليلة اقترح عاكف على الزوجين حلاً وصفه بالسحري ليسترد كل منهما سعادته مع الآخر! قال للزوج وهو ينظر إليه لحظة… ولسميحة لحظات:
• مشكلتكما مادية… ولأني أعمل في شركة الأسمدة بالسويس يمكنني أن أتوسط لدى المدير وأعين فيها أمين بأجر ثابت. وظيفة مضمونة الدخل ولها معاش وأرباح وحوافز وإجازات. ولو اشتغلت «أوفرتايم» تقبض اليوم يومين!
تهلل وجه الزوج وانفرجت أساريره وصاحت سميحة بأعلى صوتها:
– «ياريت يا عاكف أفندي… وتبقى ليك الحلاوة!».
• أنا حلاوتي سعادتك وسعادة أمين… علشان كده هأموت نفسي وأعمل لكم الخدمة دي من بكره. حسافر للمدير وأبوس إيده لحد ما يوافق… بس أنت يا أمين تحضر أوراقك وتعمل الفيش والتشبيه وتخلص شهادة التجنيد وتستخرج شهادة الميلاد وتبقى جاهزاً في أي لحظة تنقل أثاث بيتك وتيجي مع مراتك وعيالك للسويس!
نفذ عاكف وعده، وحصل لأمين على الوظيفة التي يحلم بها، وانتقل أمين مع أسرته إلى السويس، وارتاح عاكف لأنه لم يعد بحاجة إلى السفر إلى جرجا في إجازاته، لقد أصبحت سميحة على بعد خطوات منه، وأمين سيعمل حارساً على البوابة فترتين من العاشرة صباحاً حتى الواحدة فجراً… هكذا كانت حسابات صديق العائلة… البيت سيخلو بغياب صاحبه وحينما يغيب رجل البيت يتسلل إليه الفئران!
لم تكن سميحة مصدراً للشك فهي تبدو دائماً وكأن الأنوثة خاصمتها، لكن بعض الرجال لا يعنيه جمال المرأة في شيء، المهم أن تكون سهلة التداول. قال الجيران إنهم شاهدوا عاكف يدخل ويخرج كثيراً من بيت صديقه الوافد الجديد إلى السويس، لكن مَن يصدق أن تلك السيدة التي تشبه النساء تخون زوجها، الجيران أحسنوا الظن مرات ومرات، لكن للصبر حدوداً، خصوصاً بعدما لاحظوا أن الأولاد الخمسة ينامون في توقيت واحد منذ السابعة مساء وحتى فجر اليوم التالي، وأن عاكف يصل السابعة والنصف ويغادر في الحادية عشرة والنصف، وأحياناً تمتد سهرته إلى ما بعد منتصف الليل فإذا عاد الزوج تظاهر عاكف بأنه وصل قبل لحظات فقط من حضور الزوج!
ذات يوم وبينما كان أمين في عمله في شركة الأسمدة تجمع حوله بعض زملائه وعزموه على العشاء معهم… وتعمدوا أن يدور بينهم حديث عن زوجة تخون زوجها مع صديقه. كان أمين يستمع وهو يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه، فقد أدرك أنه الزوج المقصود وأن فضيحة زوجته وصلت إلى ذروتها. كان الرجل تملؤه الشكوك والظنون، لكنه كان في كل مرة يخشى أن تكون هواجسه في غير محلها… الآن، تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن زوجته وعاكف، ثالثهما الشيطان، في بيته، وفوق فراشه!
عاد أمين إلى بيته محطماً ليجد عاكف يدخن بشراهة، فطرده من بيته شرَّ طردة، عندها أصيبت الزوجة بذهول، وصاحت في وجه زوجها تعنفه على طرد ضيفه الرجل الذي فتح لهم البيت بالوظيفة التي وفرها له، وكان رد أمين صفعة قوية على وجه زوجته، ضربها للمرة الأولى وواجهها بكلام الناس وسيرتها التي أصبحت على كل لسان. جلست تبكي، وراح أمين يقسم بأن عاكف لو دخل البيت مجدداً فستكون «طالقة بالثلاثة!»… هنا، بدأت سميحة تؤدي دوراً جديداً… جففت دموعها وهنأت زوجها على موقفه من عدم دخول عاكف بيته، قالت له:
«بصراحة كنت مكسوفة أتهرب منه لأنه صاحب فضل علينا، كنت خايفة من كلام الناس زيك بالضبط، لكن الراجل كان مؤدباً ومتعوداً على زياراتنا، أنت كده حليت الموضوع ولما هو يعرف إنك أقسمت بالطلاق انه ما يخشش البيت هيبعد من نفسه ويا دار ما دخلك شر!».
الليلة الأخيرة
ارتاح أمين لرد زوجته، معتقداً أنه بالغ في شكوكه نحوها مثلما بالغ الناس… وصالح زوجته التي أكدت أنها أسعد نساء الدنيا في تلك اللحظة التي تخلصت فيها من كابوس الزائر الذي كاد أن يخرب بيتها! أشعل أمين سيجارة وأسرعت سميحة تعد طعاماً فهم منه أمين أن الليلة ستكون ليلة حب… وربما تطول حتى الصباح!
في الثانية فجراً، نام أمين مجُهداً، لكن سميحة لم تنم. كان السؤال الذي يشغلها هو كيف ستقابل عاكف؟! كانت واثقة من أن الحياة لا معنى لها إذا غاب عنها عاكف وتركها بكل الظمأ الذي تعانيه وتعودت ألا يرويه غيره! أخيراً، توصلت إلى الحل الذي لم تجد سواه حتى تحتفظ بالبئر الذي ترتوي منه! لا بد من التخلص نهائياً من أمين وبشكل لا يوقعها تحت طائلة القانون. رسمت سيناريو الخلاص، الأطفال الخمسة تمنحهم مخدراً مع شاي الصباح مثلما كانت تمنحهم الأقراص المنومة في الليالي التي كان عاكف يزورها فيها! وفي الصباح تنفذ خطتها الجهنمية!
اعترافات
كنا أثناء التحفظ على سميحة في حجرة خاصة في مديرية أمن السويس نتلقى المفاجآت تباعاً من دون أن نخطرها بشيء مما يحدث حولها، كان المعمل الجنائي أخطرنا أنه عثر أثناء المعاينة النهائية، بعد أن تم إخماد الحريق تماماً على بقايا جثة آدمية موزعة على أكياس بلاستيكية ومتفحمِّة تماماً… إلا أن جزءاً واحداً من هذه الأجزاء العشرين كان في داخله كف يد لم تُطمس معالمها بسبب الحريق… سبحان الله! وبمضاهاة بصمات كف اليد مع بصمات الزوج في صحيفة الحالة الجنائية بشركة الأسمدة تطابقت البصمات تماماً! إذاً الزوج لم يخرج من البيت هارباً كما صورت زوجته، كما أنه تم ذبحه وتقطيعه بمهارة وتوزيع أشلائه على الأكياس البلاستيك، وأن هذا كله حدث قبل اشتعال الحريق بيوم كامل! لكن أين رأس الزوج؟! كان هذا هو السؤال الذي أصبح يشغلنا بعدما صار لدينا يقين أن الزوجة تخفي سر ذبح زوجها وتقطيع جثته واعتقادها أن هذه الأشلاء كافة ستأكلها النيران! وتأكدنا من أنها خشيت ألا تحترق الجمجمة تماماً، بالتالي تشير إلى شخصيته وتكشف جريمتها فأخفتها… لكن أين؟!
استدعينا سميحة ووضعناها أمام جميع الأدلة، فارتبكت بشدة حينما علمت أن كف اليد لم يحترق والبصمات تطابقت، لكنها انهارت حينما علمت أن عمال مقلب القمامة الكبير عثروا على جمجمة مشوهة تم دفنها في أحد المقالب التي يتم تفريغها بعد أن تمتلئ في سيارة كبيرة للقمامة تلقى بها في النهاية في المقلب الكبير!
كانت سميحة تهذي بكلمات غير مفهومة وتبدو كما لو كانت تفقد عقلها رويداً، رويداً، إلا أنها أفاقت حينما شاهدت صديق عاكف يشهد أمامنا للمرة الثانية بأن عاكف ترك السويس كلها وهرب بعدما عرف بجريمة صديقته وعنفها وبصق على وجهها! قال صديق عاكف:
– «عاكف بعدما صارحه بما حدث طلب منه بعض المال وأقسم له أن أحداً لن يراه بعد اليوم… لا قريب ولا غريب!».
حكاية أشهر 4 سفاحين في مصر
بدأت سميحة تعترف بهدوء… قالت:
• صباح يوم الحادث وبعد أن استغرق أولادي في النوم بفعل الأقراص المنومة التي أعطيت منها زوجي هو الآخر في كوب الشاي، أحضرت ساطوراً (سكيناً كبيراً لتقطيع اللحوم) من المطبخ وفصلت به رأس زوجي عن جسده! ثم بدأت تقطيع الجسد إلى قطع صغيرة لإخفاء معالمه وعبأتها في عشرين كيساً بلاستيكاً، وأخفيت الأكياس في مناطق متفرقة من البيت. في المساء، خرجت بحقيبة بها الجمجمة بعدما هشمتها وألقيت بها في مقلب القمامة الكبير، وحينما استيقظ أولادي أخبرتهم أن والدهم سيبيت ليلتين في العمل. في اليوم التالي، أرسلت إلى عاكف وطلبت منه الحضور للأهمية، وحينما جاء صارحته بأن الطريق أمامنا أصبح مفروشاً بالورود. وأن أمين لن يضايقنا بعد اليوم… وأخبرته أنني سأشعل النيران صباح اليوم التالي في البيت كله حتى يختفي كل أثر للجريمة وأدعي أن أمين هو الذي أحرق المنزل وهرب. كنت أظن أن عاكف سيفرح لأن الجو قد خلا لنا، لكنه صفعني على وجهي وسبني وقال لي إنني مجرمة ولن أراه بعد اليوم!
لم تكن سميحة تدري أنها بجريمتها هذه واعترافاتها تلك كانت تؤسس لظاهرة ذبح الأزواج وتعبئة أشلائهم في أكياس بلاستيك! لم تكن تعرف أنها دخلت تاريخ الجريمة من أوسع أبوابه باعتبارها أول زوجة تخترع هذه الجريمة التي تكررت في ما بعد ربما عشرات المرات!
وفي عام 1985، صدر حكم إعدام سميحة، وبعد عام وبضعة أشهر تم تنفيذ حكم الإعدام فيها لتصبح قصتها على لسان كل زوج وزوجة…
هل أعجبك الموضوع ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق